الدكتور محمد راشد : دمج التشغيل الذكي بالخطة التنموية مفتاح العبور للعصر العمراني الجديد

صرّح الدكتور محمد راشد، خبير التنمية العمرانية وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة التطوير العقاري، ورئيس مجلس إدارة شركة راشد للاستشارات العقارية ودراسات الجدوى وإدارة المشروعات، بأن المرحلة القادمة في القطاع العقاري تتطلب انتقالاً نوعياً في الدور التقليدي للمطور العقاري، ليصبح “مشغّل مدن” وليس فقط باني مجتمعات.

وأوضح راشد أن مفهوم “تشغيل المدن” لا يعني فقط إدارة البنية التحتية أو تقديم خدمات الصيانة، بل يمتد ليشمل منظومة متكاملة من الحلول الذكية، والإدارة الرقمية، والحوكمة البيئية، والاستدامة التشغيلية، بما يتماشى مع تطلعات الدولة في بناء مدن ذكية ومستدامة تتوافق مع المعايير العالمية.

- Advertisement -

وأشار إلى أن هذا التوجه أصبح ضرورة ملحّة في ظل التوسع الكبير في مدن الجيل الرابع مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين، والمنصورة الجديدة، وغيرها من المدن التي تحتاج إلى فكر تشغيلي لا يقل أهمية عن الفكر التخطيطي أو المعماري.

ولفت راشد إلى أن الدول الرائدة في المنطقة مثل السعودية والإمارات بدأت بالفعل في تبنّي نماذج تشغيل متكاملة للمدن، تعتمد على الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، مشدداً على أن مصر تمتلك كوادر ومطورين قادرين على خوض هذا التحول، بشرط إعادة صياغة العلاقة التعاقدية مع الدولة، لتشمل بند “تشغيل المدينة” كجزء أصيل من مشروع التطوير وليس ملحقاً تابعاً له.

وأكد راشد أن المستقبل في قطاع التطوير العقاري لم يعد في البناء فقط، بل في خلق تجربة معيشية مستدامة ومتصلة رقمياً، تستند إلى احتياجات المواطنين وتديرها أنظمة ذكية، داعياً الدولة المصرية إلى إطلاق مبادرة وطنية لإعادة تعريف دور المطور العقاري ليكون شريكاً في التنمية الشاملة، لا مجرد منفذ للمشروعات.

واختتم الدكتور راشد تصريحه بالتأكيد على أن شركة “راشد للاستشارات العقارية” بدأت بالفعل في وضع أطر استشارية جديدة للمطورين تعتمد على دراسات جدوى تشغيلية متكاملة، تربط بين العائد العقاري والعائد التشغيلي طويل الأجل. كما تقترح الشركة إطلاق تحالفات وطنية بين مطورين ومشغّلين تقنيين وشركات بنية تحتية، لتأسيس أول نموذج تشغيل ذكي مصري 100% لمدن الجيل الرابع، يمكن تصديره لاحقاً للأسواق العربية والأفريقية.